وجه السيد صلاح الدين دحمون، وزير الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية بمناسبة إحياء اليوم الوطني للهجرة الموافق لذكرى أحداث 17 أكتوبر 1961 رسالة إلى السيدات والسادة الولاة والولاة المنتدبون؛ السيدات والسادة منتخبي وإطارات الإدارة الإقليمية؛ و كل المخلصين من أبناء هذا الوطن؛ أكد فيها تضحيات أفراد الجالية خلال ثورة التحرير، و دورهم الحالي في بناء جزائر الغد، منوها بأهمية الانتخابات الرئاسية المقبلة في تجسيد دولة متكاملة.

في رسالته ذكر السيد الوزير ب "تضحية إخواننا الذين رسخوا في أذهان العالم معنى حب الوطن و التضحية من أجل الحرية و الكرامة، فكانوا الأبرار الذين رفعوا راية الجهاد خارج حدود أرض الوطن، و حملوا على أكتافهم مسؤولية مساندة إخوانهم في ساحات الفدى، فروح الحرية و صون وحدة الوطن عقيدة تجري في دم كل جزائري أينما كان و حيثما وجد، الكل يردد لبّيك يا جزائر" منوها بان 'إخواننا في المهجر قدموا،إِبَّان الثورة، بطولات محيّرة أكدت مدى ارتباطهم بمصير شعبهم و عَبَّروا عن حسهم الوطني، فكانوا النفس الثاني للشعب الجزائري، ممثلين إياه خير تمثيل أمام العالم".

كما أشار السيد الوزير أن الجزائر اليوم  تدعو أبناءها من جديد  إلى إعلاء راية الوحدة و الانطواء تحت لواء الوطنية، للحفاظ على مكتسبات ثورتنا المجيدة " و ها هم أبناؤها في المهجر، كما عهدناهم دوماً، في تواصل دائم مع الوطن مطلعين بكل ما يمر به من أحداث، حاملين نفس شعارات إخوانهم بأرض الوطن، مساندين إياهم و مبرزين حقيقة المطالب الشعبية التي يرددها أبناء هاته الأرض الطيّبة، ردًا على المحاولات اليائسة في زعزعة الاستقرار الداخلي للوطن، و مُفَنِّدِين كل ما قد ينقل على يد انتهازيين و أعداء يتربصون بنا".

في هذا السياق حذر السيد الوزير من "كل من يريد أن يشكك في وطنية أبنائنا بالمهجر، و هيهات لمن يريد المتاجرة بجراحنا و يحلم بتقليب مواجع الماضي، فدروس العشرية السوداء نذكرها حتى لا ننسى  و حتى نعتبر بها، و كفاح ثورتنا نعتز به و نلوح به في وجه كل من يتناساه" معتبرا انه  "حان الوقت لأن تتبوَّأ جاليتنا في المهجر دورها الحقيقي في بناء الوطن، فعلاوة على الدور السياسي الذي تلعبه لا بد أن تأخذ نصيبها و أن تساهم في بناء جزائر الغد، و أن تشارك بعرض رؤيتها في وضع استراتيجيات تنموية و اقتصادية ناجعة في المستقبل".

من جهة أخرى أعرب السيد الوزير عن عزم الحكومة على ضم جاليتنا بيننا و الاستثمار في خبرتهم و معارفهم خدمة للبحث العلمي و تطويراً لرأس المال البشري، بالإضافة إلى بذل كل المجهودات لتوفير الأطر و الآليات التي تُسَهِل مشاركتهم في تنمية البلاد و توفير كل الظروف الملائمة لعودتهم، مضيفا "إنها فرصة لنؤكد مسؤوليتنا اتجاه أبنائنا، مسئولين و مجتمع مدني، أن نُوَّعي شبابنا و نسلحهم بالعزيمة و الإيمان، و أن نغرس فيهم حب الوطن و الأمل كما كان أسلافهم من قبل، فالبحث عن الرزق و العلم ليس عيب لكن العيب في أن نفقد أرواحاً بشرية و سواعد بناء نحن في أمس حاجة إليها ، فالمستقبل لم و لن يكون في المجهول، أما المغامرة و الموت لم يكونا يوماً مستقبلاً بل نهايته".

في الأخير أؤكد السيد صلاح الدين دحمون "أن أمجاد الجزائر يصنعها كل أبنائها، داخل الوطن و خارجه، إذ يقع على عاتقنا توعية شبابنا و توفير كل الظروف الملائمة لتجسيد أحلامهم بغدٍ أفضل، فهم اليوم أكثر وعي و أكثر عزيمة، يطمحون لِتَبَوُّءِ مكانة في معترك بناء جزائر الغد، فلنسوق للأمل و فسحته و لا نسوق لليأس و ظُلمَتِهِ".

أما فيما يخص الانتخابات الرئاسية المقبلة أشار السيد الوزير إلى أن هذه الأخيرة إن ستشكل " أولى الخطوات في تجسيد دولتنا المتكاملة، و ستكون لا محال، الرد الصريح و الصارخ عن الإرادة الحرة لجاليتنا الوفية لقيمها و شعبنا الصامد، فكل أبناء الوطن، عازمون على صنع عرس وطني تُكسَر به الأصوات الناعقة  و تُكبَّل من خلاله أيادي الفتنة التي تتخبط هنا و هناك...فما ينتظرنا هو العمل على الحوار و المشاركة الفعلية والفعّالة من أجل تجسيد مستقبل يليق بأحفاد ثوارنا الأبرار".