أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل، السيد السعيد سعيود، هذا الاثنين 29 سبتمبر 2025 بالجزائر العاصمة، على مراسم الإطلاق الرسمي لبرنامج دعم التنمية المحلية المندمجة “أديل”، وذلك بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية الهولندية، إلى جانب رابطة البلديات الهولندية (VNG International) التي تتولى الإشراف على تنفيذ المشروع.
جرى الحفل بحضور رفيع لعدد من أعضاء الحكومة، ومسؤولين سامين بالدولة، إضافة إلى ولاة الجمهورية للولايات المعنية بالبرنامج (بسكرة، تبسة، تيارت، مستغانم)، رؤساء الدوائر والمجالس الشعبية البلدية، فضلاً عن ممثلين عن المجتمع المدني وشركاء التنمية.
كلمة السيد الوزير
في كلمته بهذه المناسبة، أكد السيد الوزير أن برنامج رئيس الجمهورية أرسى تحولات اقتصادية واجتماعية عميقة بفضل نهج تنموي مستدام يضع المواطن في صلب الأولويات، مبرزاً أن المشاريع الكبرى في مجالات السكن، البنية التحتية، الصحة والتعليم أصبحت اليوم واقعاً ملموساً يعكس مرحلة جديدة من التنمية الشاملة.
كما شدّد على أن تسخير موارد مالية معتبرة سمح بإطلاق مشاريع مدمجة عبر مختلف البلديات، في انسجام تام مع المخططات الوطنية للتنمية. وأبرز اعتماد مقاربة تشاركية عززت دور الجماعات المحلية وأشركت المجتمع المدني في صناعة القرار، بما يساهم في خلق الثروة وفرص العمل.
وأشار السيد الوزير إلى أن الإصلاحات التي انطلقت منذ سنة 2020 أرست أسس اقتصاد يقوم على اللامركزية والديمقراطية التشاركية والشفافية، مع مراجعة شاملة لقوانين الولاية والبلدية، بما يهدف إلى تعزيز قدرات الجماعات المحلية وتشجيع التعاون وإشراك المواطن في مسار التنمية.
وفي هذا السياق، أوضح أن برنامج “أديل” يأتي منسجماً مع هذه الإصلاحات، من خلال إطلاق مشاريع نموذجية بـ12 بلدية عبر أربع ولايات، بغية خلق فرص عمل ودفع التنمية المحلية، مع ضمان استدامة نتائجه وتوسيعها مستقبلاً لتشمل باقي البلديات.
مداخلات الشركاء الدوليين
شهدت مراسم الإطلاق عرض فيديو تعريفي بالبرنامج، تلاه تقديم مداخلات رسمية أبرزت أهمية هذه المبادرة:
- السفير دييغو ميلادو، ممثل الاتحاد الأوروبي بالجزائر، أكد على دور البرنامج في دعم مسار التنمية المحلية وتعزيز الشراكة مع الجزائر.
- السفيرة آن لويما، سفيرة مملكة هولندا، عبّرت عن اعتزازها بالشراكة القائمة وما تحمله من آفاق واعدة.
- السيد سفيان شايب، كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، نوّه بقيمة هذه المبادرة التنموية.
- السيدة رينسكي ستينبيرجين، نائبة مدير رابطة البلديات الهولندية، جددت بدورها إشادتها بأهداف البرنامج ومكاسبه المنتظرة.
وقد أجمع المتدخلون على أن هذا التعاون يفتح آفاقاً جديدة لدعم الجزائر في مسار الإصلاحات المتعلقة بالتنمية المستدامة والحوكمة، مؤكدين التزام الجزائر والاتحاد الأوروبي بتعميق الشراكة، وتوسيع مجالات التعاون خصوصاً في المجال الاستثماري بما ينسجم مع السياسة العامة للبلاد وأولويات التنمية المحلية.
التوقيع على وثيقة البرنامج
اختُتمت المراسم بتوقيع الوثيقة الرسمية لإطلاق برنامج “أديل”، إيذاناً ببدء تنفيذ مشاريع نموذجية ترمي إلى دعم التنمية المحلية المندمجة، وتعزيز دور الجماعات المحلية في تحسين الإطار المعيشي للمواطن وترسيخ مقومات التنمية المستدامة.
