ترأس وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل، السيد سعيد سايود، إلى جانب وزيرة البيئة وجودة الحياة، السيدة كوثر كريكو، يوم الأربعاء 08 أكتوبر 2025، بقصر الحكومة، الجلسة الافتتاحية للقاء الوطني حول تعزيز الديناميكية المحلية لترقية الممارسة البيئية، والمنظم تحت شعار: “تكوين، مرافقة، واستثمار”.
وقد جرت فعاليات اللقاء بحضور والي ولاية الجزائر، ولاة ولايات تبسة، الوادي، وخنشلة، بالإضافة إلى الولاة المنتدبين للعاصمة. كما شارك في الأشغال إطارات مركزية من الوزارتين. من جهة أخرى، تابع كافة ولاة الجمهورية أشغال اللقاء عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، وذلك بمشاركة موسعة للإطارات المحلية والمنتخبين المحليين.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد وزير الداخلية أن هذا اللقاء يشكل فرصة لتعزيز الحوار والتشاور بين الإدارات المركزية والمصالح المحلية، بهدف تحسين فعالية العمل العمومي على المستوى المحلي، وتبني مقاربة جديدة تُعنى بتحسين الإطار المعيشي للمواطنين.
وثمّن السيد الوزير مبادرة وزارة البيئة في تنظيم هذا اللقاء، مبرزاً أهمية ملف نظافة المحيط وتسيير النفايات باعتباره أحد المحاور الأساسية لتحسين التسيير الحضري، وتجسيد سياسة بيئية مندمجة ترتكز على مبادئ الاقتصاد الدائري.
واعترف الوزير بأنه، ورغم الجهود المبذولة والإمكانيات المسخّرة، فإن تحسين نظافة البيئة لا يزال يشكل تحدياً حقيقياً للسلطات المحلية، حيث لا تزال بعض المدن والأحياء تعاني من مظاهر سلبية، مثل المفارغ العشوائية والنقاط السوداء لتجمع النفايات.
وقد كشف تشخيص أولي عن عدة نقائص، من أبرزها: ضعف في التخطيط، سوء استغلال الوسائل والمعدات المتوفرة، نقص في المتابعة والتقييم الميداني، قلة في المرافقة التقنية والدعم المحلي لتطبيق أدوات التسيير الحديثة.
وفي هذا الإطار، دعا السيد سايود إلى وضع ورقة طريق واضحة المعالم تحدد أولويات التدخل العاجل، مؤكداً على ضرورة تعزيز قدرات التخطيط والاستشراف والتقييم، مع تكثيف دعم الجماعات المحلية في مجال التسيير المندمج للنفايات.
كما شدد على أهمية تبني مقاربة اقتصادية جديدة في تسيير النفايات، تقوم على الفرز، الاسترجاع والتثمين، بهدف تحويل النفايات إلى مصدر للثروة وخلق فرص عمل، بدلاً من أن تبقى عبئاً على المرافق العمومية.
وأكدت وزارة الداخلية من جانبها استعدادها الكامل لمرافقة كل المبادرات الهادفة إلى تحسين نظافة المحيط، معربة عن أملها في أن تُسفر أشغال اللقاء عن مقترحات عملية لسد الثغرات وتحسين الخدمة العمومية بما يتماشى مع تطلعات المواطنين.
وفي الختام، وجّه الوزير دعوة إلى تجنيد جميع الفاعلين، خصوصاً على المستوى المحلي، مشدداً على الدور المحوري للـ مجالس المنتخبة في التفاعل مع الإشكاليات المطروحة. وخلص إلى أن تظافر جهود جميع المتدخلين هو السبيل الأمثل لتغيير وجه المدن والقرى، والارتقاء بجودة حياة المواطنين عبر كافة ربوع الوطن.
