ونحن نحيي اليوم الوطني للبلدية الذي يصادف 18 من شهر جانفي لكل سنة، يطيب لي أن أتقدم بأخص التهاني لجميع القائمين على سير الجماعة المحلية القاعدية، من رؤساء مجالس شعبية بلدية، منتخبين، واطارات،  ومستخدمين، و الذين يسهرون على خدمة المواطن عبر 1541 بلدية  و يحرصون على  سير المرافق العمومية الجوارية. 

وأخص بالتحية الأعوان التابعين لمصالح البلديات و مؤسساتها العمومية بمختلف تخصصاتهم، و الذين يمثلون الواجهة الأولى بالنسبة للمواطن، و يحرصون في كل الظروف على ديمومة  سير المرافق الادارية و التقنية و الهياكل التربوية للطور الابتدائي و نظافة المحيط و أشغال الصيانة والتهيئة للفضاء العمومي الجواري الحضري و الريفي....  فلكل هؤلاء،  كلّ باسمه، أصدق آيات العرفان. وعلى رأس الخلية الاساسية في التنظيم الاداري الدولة، أحيي جهود السيدات   والسادة المنتخبين على مستوى المجالس الشعبية البلدية و الذين حظوا بثقة المواطنين، ومضوا في تنفيذ برامجهم التنموية المحلية، فإني أؤكد لهم دعمنا و مرافقتنا لهم، وأهيب بهم تكريس مبادئ العمل التشاركي مع مختلف فعاليات المجتمع المدني وإرساء آليات دائمة للحوار و التشاور، وتعزيز الاصغاء للمواطنين بجميع فئاتهم دون استثناء أو اقصاء والحرص على التكفل المتواصل بانشغالاتهم.

إن في اختيار هذا اليوم، إحياء لذكرى صدور أول قانون للبلدية للجزائر المستقلة، التي رفعت تحدي البناء و التأسيس للصرح المؤسساتي للدولة الجزائرية السيدة. الصرح الذي بادر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بتجديده عقب توليه رئاسة البلاد، بما يتماشى و مبادئ الجزائر الجديدة، وتطلعات أبنائها، وفي هذا السياق أقر فتح ورشة تعديل القانون الخاص بالبلدية، وتكييفه مع الرهانات الحالية،  سيما من خلال تكريس الحكامة المحلية المتوازنة والرشيدة، و كذا تمكين البلدية من أداء دور فعّال وحيوي في مسار التنمية المحلية الشاملة، المنصفة، والمستدامة سيما بإرساء ديناميكية اقتصادية محلية خلاقة الثروة و مناصب الشغل.

إن بناء البلدية الجزائرية مسيرة حافلة بمحطات  شاهدة على مثابرة منتسبيها وتضحياتهم الغالية، سيما أولئك الذين استشهدوا رافعين لواء استمرارية الدولة والخدمة العمومية... فأمام أرواحهم الطاهرة نقف وقفة ترحم وإجلال سائلين الله أن يجعل مثواهم الجنة..

ومواصلةًَ لهذه المسيرة سنعمل سويا، كل من محل مسؤوليته، لتحقيق مزيد من المكاسب، ولذلك  أدعوكم  إلى مضاعفة الجهود، والمضي قدما في تحسين الخدمات المقدمة للمواطن، وتسريع وتيرة تنفيذ البرنامج التنموي  الطموح الذي ننشده لجماعاتنا المحلية، و دعم التنمية في مختلف المجالات، في عهد جديد قوامه العمل والابتكار والتنمية...كل عام و أنتم بخير.

ابراهيم مراد، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية